ملحق بـ(الحلقة 29) نفي أئمة السلف للكلي الذي تكون مصاديقه ذواتا ولوازم الذات
- الإمام محمد بن إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي (ت، 380هـ):
- في كتاب اعتقاد أهل السنة (ص: 42): (واختلفوا في الإتيان والمجيء والنزول، فقال الجمهور منهم: إنها صفات له كما يليق به ولا يعبر عنها بأكثر من التلاوة والرواية، ويجب الإيمان بها ولا يجب البحث عنها).
- الإمام أبو بكر الباقلاني (ت،403هـ):
- قال في الإنصاف (ص:05): (فنصّ تعالى على إثبات أسمائه وصفات ذاته، وأخبر أنه ذو الوجه الباقي بعد تقضي الماضيات، كما قال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه}، وقال: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
واليدين اللتين نطق بإثباتهما له القرآن في قوله عز وجل: {بل يداه مبسوطتان }، وقوله: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}، وأنهما ليستا بجارحتين، ولا ذوي صورة وهيئة.والعينين اللتين أفصح بإثباتهما من صفاته القرآن، وتواترت بذلك أخبار الرسول عليه السلام، فقال عز وجل:{ولتصنع على عيني}، و{تجري بأعيننا}، وأنّ عينه ليست بحاسة من الحواس، ولا تشبه الجوارح والأجناس). - قال في الإنصاف (ص:06): (…مع كونه تعالى سميعا وبصيرا؛ أنه مدرك لجميع المدركات التي يدركها الخلق من الطعوم والروائح و اللين والخشونة والحرارة والبرودة بإدراك معين، وأنه مع ذلك ليس بذي جوارح وحواس توجد بها هذه الإدراكات، فتعالى الله عن التصوير والجوارح والآلات).
- قال في الإنصاف (ص:05): (فنصّ تعالى على إثبات أسمائه وصفات ذاته، وأخبر أنه ذو الوجه الباقي بعد تقضي الماضيات، كما قال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه}، وقال: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
- المقرئ عثمان بن سعيد المعروف ابو عمر الداني (ت، 444هـ):
- جاء في الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات (ص:58): (…وهذا دين الأمة وقول أهل السنة في هذه الصفات أن تمر كما جاءت بغير تكييف، ولا تحديد، فمن تجاوز المروي فيها، وكيّف شيئا منها ومثلها بشيء من جوارحنا وآلاتنا فقد ضل واعتدى، وابتدع في الدين ما ليس منه، وخرق إجماع المسلمين، وفارق أئمة الدين).
- جاء في الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات (ص:122): (قال الإمام عثمان سعيد بن عثمان الداني القرطبي المعروف بأبي عمر الداني: ” فنص سبحانه وتعالى على إثبات أسمائه وصفاته، فأخبر جلّ ثناؤه أنه ذو الوجه الباقي بعد تقضي الماضيات، وهلاك جميع المخلوقات، فقال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه}، وقال: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، واليدين على ما ورد من إثباتهما في قوله تعالى مخبرا عن نفسه في كتابه {وقالت اليهود يد الله مغلولة، غلت أيديهم}، و{وما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}، وليستا بجارحتين، ولا ذواتي صورة).
- الإمام أبو عثمان الصابوني (ت، 449هـ):
- جاء في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص:22): (… وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعزة والعظمة والإرادة والمشيئة والقول والكلام والرضا والسخط والحياة والغضب والفرح والضحك وغيرها، من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليه، ولا إضافة إليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، ونضعه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر، ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرّون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب}).
- الحافظ عبد الرحمن بن محمد بن منده (ت، 470هـ):
- جاء في سير أعلام النبلاء (18/351): (… وأنا متمسك بالكتاب والسنة متبرئ إلى الله من الشبه والند والضد والأعضاء والأجسام والآلات من كل ما ينسبه الناسبون إليّ، ويدعيه المدعون عليّ من أن أقول في الله تعالى شيئا من ذلك، أو قلته، أو أراه، أو أتوهمه، أو أصفه به).
- الإمام أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني (ت،489هـ):
- جاء في تفسيره (2/366): (… قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}، قد بيّنا مذهب أهل السنة في الاستواء، وهو أن نؤمن به، ونكل علمه إلى الله تعالى، من غير تأويل ولا تفسير).
- الإمام الحسين بن مسعود البغوي (ت،516هـ)
- في معالم التنزيل في التفسير (3/235): (… وأما أهل السنة فيقولون: الاستواء على العرش صفة لله تعالى، بلا كيف، ويجب الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل.
وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله سبحانه:{ الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟، فأطرق رأسه مليا، وعلاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنك إلا ضالا، ثم أمر به فأخرج.
وروي عن سفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهة أمروها كما جاءت بلا كيف).
- في معالم التنزيل في التفسير (3/235): (… وأما أهل السنة فيقولون: الاستواء على العرش صفة لله تعالى، بلا كيف، ويجب الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل.
- الإمام محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت، 548هـ):
- قال في الملل والنحل (1/103): (اعلم أن السلف من أصحاب الحديث لما رأوا توغل المعتزلة في علم الكلام ومخالفة السنة التي عهدوها من الأئمة الراشدين ونصرهم جماعة من أمراء بني أمية على قولهم بالقدر وجماعة من خلفاء بني العباس على قولهم بنفي الصفات وخلق القرآن تحيروا في تقرير مذهب أهل السنة والجماعة في متشابهات آيات الكتاب الحكيم وأخبار النبي الأمين صلى الله عليه و سلم .
فأما أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وجماعة من أئمة السلف فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث مثل : مالك بن أنس ومقاتل بن سليمان وسلكوا طريق السلامة فقالوا : نؤمن بما ورد به الكتاب والسنة ولا نتعرض للتأويل بعد أن نعلم قطعا أن الله عز و جل لا يشبه شيئا من المخلوقات وأن كل ما تمثل في الوهم فإنه خالقه ومقدرهوكانوا يحترزون عن التشبيه إلى غاية أن قالوا من حرك يده عند قراءته قوله تعالى : { لما خلقت بيدي } أو أشار بإصبعيه عند روايته : “قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن ” وجب قطع يده وقلع أصبعيه وقالوا : إنما توقفنا في تفسير الآيات وتأويلها لأمرين : أحدهما : المنع الوارد في التنزيل في قوله تعالى : {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) فنحن نحترز عن الزيغ).
- قال في الملل والنحل (1/103): (اعلم أن السلف من أصحاب الحديث لما رأوا توغل المعتزلة في علم الكلام ومخالفة السنة التي عهدوها من الأئمة الراشدين ونصرهم جماعة من أمراء بني أمية على قولهم بالقدر وجماعة من خلفاء بني العباس على قولهم بنفي الصفات وخلق القرآن تحيروا في تقرير مذهب أهل السنة والجماعة في متشابهات آيات الكتاب الحكيم وأخبار النبي الأمين صلى الله عليه و سلم .
قلت (أبومسلم): سأجمع غدا بحول الله وقوته نقلا آخر عن أئمة الدنيا في العلم ثم نبدأ بمقارنة كلامهم ومذهبهم بكلام العلامة ابن تيمية رحمه الله فنبين وجه مجانبته للصواب، والله المعين