سلسلة قول الأثبات في مسائل الصفات 34
ملحق بـ (الحلقة 29) نفي الأئمة للكلي الذي تكون مصاديقه ذواتا ونفي لوازمه
- أحمد بن محمد القابسي (ت، 593هـ):
- أصول الدين (ص:66): (صانع العالم ليس بجسم، لأن الجسم مؤلف من الجوهر، وإذا بطل كونه جوهرا بطل كونه جسما ضرورة).
- أصول الدين (ص:66): (صانع العالم ليس بصورة، لأن الصورة تنشأ عن التركيب، فإذا نفينا كونه جوهرا وجسما نفينا كونه صورة).
- الإمام عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي (ت،620هـ):
- في كتابه ذم التأويل (ص:11): (ومذهب السلف رحمة الله عليهم، الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه في آياته وتنزيله، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليها أو تقص منها، ولا تجاوز لها، ولا تفسير، ولا تأويل لها بما يخالف ظاهرها، ولا تشبيه بصفات المخلوقين، ولا سمات المحدثين، بل أمروها كما جاءت، وردوا علمها إلى قائلها، ومعناها إلى المتكلم بها، وقال بعضهم يروى ذلك عن الشافعي رحمة الله عليه: آمنت بما جاء عن الله على مراد الله، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلموا أن المتكلم بها صادق لا شك في صدقه فصدقوه، ولم يعلموا حقيقة معناها فسكتوا عما لم يعلموه، وأخذ ذلك الآخر عن الأول، ووصى بعضهم بعضا بحسن الاتباع، والوقوف حيث وقف أولهم، وحذروا من التجاوز لهم، والعدول عن طريقهم، وبينوا لهم سبيلهم ومذهبهم، ونرجو ا أن يجعلنا الله تعالى ممن اقتدى بهم في بيان ما بينوه، وسلوك الطريق الذي سلكوه).
- الإمام أبو عمرو عثمان بن الصلاح (ت،643هـ):
- فتاوى ابن الصلاح (1/83): (… ويأمرهم بأن يقتصروا فيها على الإيمان جملة، من غير تفصيل، ويقولوا فيها وفيما ورد من الآيات والأخبار المتشابهات، أن الثابت فيها في نفس الأمر كل ما هو لائق فيها بجلال الله وكماله، وتقديسه المطلقين، وذلك هو معتقدنا فيها وليس البحث عنه من شأننا، بل نكل علم تفصيله إلى الله تبارك وتعالى، ونصرف عن الخوض فيه قلوبنا وألسنتنا، فهذا ونحوه عن أئمة الفتوى هو الصواب في ذلك، وهو سبيل سلف الأمة، وأئمة المذاهب المعتبرة، وأكابر الفقهاء، والصالحين، وهو أصوب ، وأسلم للعامة، وأشباههم…).
- ونقل عنه بدر الدين الزركشي في البرهان في علوم القرآن (2/78): (قال الشيخ ابو عمرو بن الصلاح : وعلى هذه الطريقة – أي التفويض- مضى صدر الأمة وسادتها، وإياها اختار أئمة الفقهاء وقادتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها).
- الإمام أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي المحدث (ت،656هـ):
- في كتابه المفهم (1/419): (اعلم أن الناس قد أكثروا في تأويلات هذه الأحاديث، فمن مبعد، ومن محوم، وما ذكرناه أحسنها وأقومها لمنهاج كلام العرب، ولأن يكون هو المراد، ومع ذلك فلا نقطع أنه هو المراد، والتحقيق أن يقال: الله ورسوله أعلم، والتسليم الذي كان عليه السلف أسلم، لكن مع القطع بأن هذه الظواهر الواردة في الكتاب والسنة الموهمة للتجسيم والتشبيه يستحيل حملها على ظواهرها لما يعارضها من ظواهر أخر، كما قرره أئمتنا في كتبهم، ولما دل عليه العقل الصريح ).
- الإمام العز بن عبد السلام سلطان العلماء (ت،660هـ):
- في رسائل التوحيد (ص:17): (ومذهب السلف إنما التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه، وكذلك جميع المبتدعة يزعمون أنهم على مذهب السلف فهم كما قال القائل:
وكل يدعون وصلا بليلى ***وليلى لا تقر لهم بذاكا
وكيف يدعى على السلف أنهم يعتقدون التجسيم والتشبيه، أو يسكتون عند ظهور البدع، ويخالفون قول الله تعالى:{ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}، وقوله:{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس تكتمونه}، وقوله: {لتبين للناس ما أنزل إليهم}، والعلماء ورثة الأنبياء، فيجب عليهم من البيان ما يجب على الأنبياء، وقال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، وأنكر المنكرات التجسيم والتشبيه، وأفضل المعروف التوحيد والتنزيه، وإنما سكت السلف قبل ظهور البدع، فورب السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع لقد تشمر السلف للبدع لما ظهرت، فقمعوها أتم قمع، وردعوا أهلها أشد ردع، فردوا على القدرية والجهمية والجبرية من أهل البدع، فجاهدوا في الله حق جهاده). - قال عنه الإمام تاج الدين السبكي في الطبقات (8/219) في ترجمته أنه قال: (ليس بجسم مصور ولا جوهر محدود مقدر ولا يشبه شيئا، ولا يشبهه شيء، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات، كان قبل أن كوّن المكان ودبّر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان، استوى على عرشه المجيد على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواءً منزه عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل الغي والضلال، بل لا يحلمه العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته مقهورون بقبضته ).
- الإمام المفسر محمد بن أحمد القرطبي (ت، 671هـ):
- الجامع لأحكام القرآن (4/12): (وقد عرف أن مذهب السلف ترك التعرض، مع قطعهم باستحالة ظواهرها، فيقولون: أمروها كما جاءت….).
- الإمام علي بن محمد بن منصور المعروف بابن المنير شارح البخاري (ت،699هـ):
- نقل عنه ابن حجر العسقلاني في الفتح (13/390): (لأهل الكلام في الصفات كالعين واليد والوجه، ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها صفات أثبتها السمع ولا يهتدي إليها العقل.
والثاني: أن العين كناية عن صفة البصر، واليد كناية عن صفة القدرة، والوجه كناية عن صفة الوجود.
والثالث: إمرارها كما جاءت مفوضا معناها إلى الله تعالى).
- الإمام محمد بن علي بن دقيق العيد (ت، 702هـ):
- نقل عنه ابن حجر العسقلاني في الفتح (13/383): (نقول في الصفات المشكلة إنها حق وصدق على المعنى الذي أراده الله، ومن تأولها نظرنا …).
- الإمام أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن جهيل (ت، 733هـ):
- ذكر السبكي في الطبقات (9/40): (ومن تقص وفتش وبحث، وجد أن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين والصدر الأول، لم يكن دأبهم غير الإمساك عن الخوض في هذه الأمور، وترك ذكرها في الشاهد، ولم يكونوا يدسونها إلى العوام، ولا يتكلمون بها على المنابر، ولا يوقعون في قلوب الناس الهواجس، كالحريق المشتعل، وهذا معلوم بالضرورة من سيرهم، وعلى ذلك بنينا عقيدتنا، وأسسنا نحلتنا، وسيظهر لك إن شاء الله تعالى موافقتنا للسلف ، ومخالفة مخالفنا طريقتهم، وإن ادعى الاتباع، فما سالك غير الابتداع.
وقول المدعي: إنهم أظهروا هذا، ويقول علّم النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخرأة، وما علّم هذا المهم، هذا يهرج ولا يمشي الصيرفي النقاد، أو ما علم أن الخرأة يحتاج إليها كل واحد، وربما تكررت الحاجة إليها في اليوم مرات، وأي حاجة للعوام في الخوض في الصفات؟، نعم الذي يحتاجون إليه من التوحيد قد تبين في حديث: ( أمرت أن أقاتل الناس).
ثم هذا الكلام من المدعي يهدم بنيانه، ويهدّ أركانه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم علم الخرآة تصريحا، وما علم الناس أن الله تعالى في جهة العلو.
وما ورد من العرش والسماء في الاستواء، قد بنى المدعي مبناه وأوثق عرى دعواه على أن المراد بهما شيء واحد، وهو جهة العلو، فما قاله هذا المدعي لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أمته وعلم الخرأة.
فعند المدعي يجب تعليم العوام حديث الجهة، وما علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما نحن الذي نقوله: أنه لا يخاض في مثل هذا، ويسكت عما سكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويسعنا ما وسعهم، ولذلك لم يوجد منا أحدٌ يأمر العوام بشيء من الخوض في الصفات.
والقوم قد جعلوا دأبهم الدخول فيها والأمر بها.
فليت شعري من الأشبه بالسلف.
وها نحن نذكر عقيدة السلف فنقول:
عقيدتنا أن الله قديم أزلي، لا يشبه شيئا، ولا يشبهه شيء، ليس له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، ولا يقال له: أين ولا حيث، يرى لا عن مقابلة، ولا عن مقابلة، كان ولا مكان، كوّن المكان ودبّر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان).
- الإمام أبو إٍسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي (ت، 790هـ):
- في الموافقات (2/91): (… وحين سلك فيها الأولون فيها مسلك التسليم وترك الخوض في معانيها، دلّ على أن ذلك هو الحكم عندهم فيها، وهو ظاهر القرآن لأن الكلام فيما لا يحاط به جهل، ولا تكليف يتعلق بمعناها).