ملحق بمفهوم العلم
- والعلم ينقسم بحسب وسيلة إدراكه إلى:
اعلم – رحمك الله – أن الأداة التي ندرك بها هي العقل كما هو معلوم ، ولما كان العقل يعقل بعض المسائل بواسطة، وبعض المسائل بلا واسطة، قسمنا المدركات إلى:
- علم عقلي: وهو كل علم لنا أن نحصله بلا واسطة، والحكم فيه العقل متفردا.
- علم عرفي: وهو كل علم لنا أن نحصله بواسطة، والحكم فيه العقل بواسطة الاستقراء، فهو حكم عقلي ندركه بواسطة.
مخطط قسمة العلم باعتبار تجرد العقل في تحصيله:
- العلم ينقسم باعتبار ماهية منشئه إلى:
وينقسم العلم باعتبار ماهية مٌنْشِئِهِ إلى علم مصدرُه المخلوقين (ممكن الوجود)، وعلم أنشأه الخالقُ سبحانه (واجب الوجود)، ولما كان علم المخلوقين متعلقا بالعقل لأنها الآلة الوحيدة التي يعقل بها المخلوق كان انتاجه عقليا، ولما كان العلم الذي ينشئه الخالق لا مجال لمعرفة كنهه على ما هو عليه، للمفارقة بين الخالق والمخلوق عقلا، كان لابد من الدلالة بين الخالق والمخلوق ليدرك المخلوق علم الخالق، ولما كانت أنواع الدلالة ستة كما هو معلوم عند أهل المعرفة، وهي: الكلام، والخط، والإشارة، وما يفهم من حال الشيء، والحلّ، والعقد، ولما كان الخالق منزها عن المكان، والزمان، ومنزها عن الجارحة، انتفت لوازم هذه من الإشارة، وما يفهم من حال الشيء، والحل والعقد أيضا، ولم يتبق إلا الكلام والخط، وبه يفسر قول الله تعالى:{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذن الله ما يشاء، إنه علي حكيم}، فكانت الدلالة بين الخالق والمخلوق محصورة في الإيحاء والكلام والرسالة.
ولما كان الحَكَمُ بين المخلوقين العقلَ لزم أن يكون المدلولُ الإلاهي مقبولا عند العقلاء، ومعجزا لعقل المخلوقين حتى تقرّ القوة العاقلة القاصرة عند المخلوقين بالقوة العاقلة اللامتناهية عند الخالق[1]، ويسلم المخلوق له تسليم الناقص للكامل، والمضطر لمن يضطر إليه، فانقسم العلم ضرورة إلى:
- علم عقلي: وهو كل علم كان ناتجا عن عقل المخلوقين والحكم فيه العقل بواسطة أو بلا واسطة كما قدمنا سابقا.
- علم إلاهي ( العلم النقلي، العلم الخبري): وهو كل علم كان صادرا عن الخالق سبحانه، وليس لعلم المخلوقين إلا أن يسلم به إن ثبت له، وسمي علما نقليا، لأنه منقول لنا، وسمي خبريا لعروض التصديق والتكذيب عليه، وذلك لقبوله (الإثبات وعدم الإثبات)، وهذه الأخيرة سنبحثها في باب قطعية القطعي ووهم قطعية القطعي.
مخطط قسمة العلم باعتبار مُنْشِئِه
- والعلم ينقسم بالاعتبارين السابقين إلى:
- علم عقلي قطعي.
- علم عقلي ظني.
- علم عرفي قطعي.
- علم عرفي ظني.
- علم نقلي قطعي.
- علم نقلي ظني.
مخطط قسمة العلم بالاعتبارين السابقين:
[1] وإلا لادعى كل مهووس أنه مرسل من عند الله.